عندما خلق الله تعالى الانسان امر الملائكة بالسجود له ،وقال عنه في القرأن الكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُم فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُم عَلَى كَثِير مِمَّن خَلَقْنا تَفْضِيلاً ). ( الإسراء / 70 ).
هذا هو شأن رب العالمين في الانسان فهو ذو منزلة عالية ورفيعة عنده ،فقد سخرله ما في السموات والارض ،انه تكريم رباني لهذا الكائن الحي لم يكن لغيره من الخلوقات الاخرى ...
واذا نظرنا من حولنا نجد ان اكثر الامم تقدما وازدهاراً ورقيا هي الامم التي تعرف قيمة الانسان وتحترمه وتقدره وتمنحه حقوقه كاملة غير منقوصة من تعليم ورعاية وغير ذلك . واكثر الامم تخلفاً وتقهقها هي الامم التي استعبدت الانسان وهمشته واغفلت حقوقه .
ان تعاليم ديننا تحثنا على الدوام على احترام الانسان لاخيه الانسان وكذلك كان اوائل المسلمين في جميع شؤنهم حتى في حروبهم وفتوحاتهم يقول المفكر الفرنسي الشهير غوستاف لوبون "ماعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب". هذا المقولة لم تكن لولا تعامل المسلمين مع اسرى الحرب واحترام انسانيتهم حتى في مثل هذه الظروف.
لكن العرب اليوم غير عرب الامس الفاتحين فقد تدنت لديهم قيمة الانسان فتخلفو وسبقتهم الامم الاخرى ، وان ارادو ان يلحقو بركب هذه الامم بل ويتفوقوا عليها عليهم ان يعيدو النظر في قيمهم ويعطوا للانسان قيمته واهميته..
وعلى المستوى الشخصي فأن الغاء قيمة الانسانية او تهميشها من فهمك هو الغاء لذاتك وتهميش لكيانك ، وبذلك لاتستطيع تحقيق ذاتك ولا ان تحقق لك قيمة لدى الاخرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق